مامعنى كلمة أمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعد ان نقرا فاتحة الكتاب نختم بقولنا آمين أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم والذي علمه جبريل عليه السلام أن يقولها بعد قراءة الفاتحة .

فهي من كلام جبريل عليه السلام وليست كلمة من القرآن .

وآمين اسم فعل أمر بمعنى استجب يا رب بما دعوناك به قولنا
[ أهدنا الصراط المُسَتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَذِينَ أَنعَمتَ عَليهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَلاَ الضالين (7) ]

ويستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين .

والدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام احمد وأبو داود والترمذي عن وائل حجر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ [غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَلاَ الضالين ] قال آمين مد بها صوته .

وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا [غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَلاَ الضالين] قال آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول

ويتأكد في حق المصلي سواء كان منفرداً أو إماما أو مأموماً وفي جميع الأحوال لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة , غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

وقد روى الإمام احمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله علي وسلم ذكرت عنده اليهود فقال ( إنهم لن يحسدونا على شيء كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها , وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها , وعلى قولنا خلف الإمام [ آمين ] . )

وعن انس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعطيت آمين في الصلاة وعند الدعاء لم يعط احد قبلي إلا أن يكون موسى , كان موسى يدعو وهارون يؤمن , فاختموا الدعاء بآمين فإن الله يستجيبه لكم )

ويستنبط من هذا الحديث الشريف أن بعض العلماء قالوا في الدلالة بهذه الآية الكريمة هو قوله تعالى

[ وَقَالَ مُوسَى رَبَنَا إِنَكَ أَتَيتَ فِرعَونَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمَواَلاً فِي الحياة الدُنيَا رَبنَاَ لِيُضلُوا عَن سَبِيِلِكَ رَبَنَا اَطمِس عَلَىَ أَموَلِهِم وَاشدُد عَلَىَ قُلُوبِهِم فَلاَ يُؤمِنُوا حَتَىَ يَرَوُا اَلَعَذَابَ اَلألِيمَ [88] قَاَلَ قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُمَا فَاسَتقِيمَا وَلاَ تَتَبِعَانِ سَبِيلَ اَلَذِينَ لاَ يَعلَمُونَ ] .(يونس 88-89)

فذكر الدعاء عن موسى وحده , ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمن فنزل منزلة من دعا لقوله تعالى [قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُمَا ] فدل ذلك على أن من أمن على دعاء فكأنما قاله , فلهذا قال الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله

إن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها , ولهذا جاء في الحديث الشريف [ من كان له إمامه فقراءة الإمام له قراءة ] .